حوار – فاطمة التابعى
«حملناك يامصر بين الحنايا.. وبين الضلوع وفوق الجبين.. سيبقى عبيرك بيت الغريب.. وسيف الضعيف وحلم الحزين.. سيبقى شبابك رغم الليالى.. ضياء يشع على العالمين.. فهيا أخلعى عنك ثوب الهموم.. غدا سوف يأتى بما تحملين» بهذه الكلمات من أشعاره بدأ سليمان الزايدى رئيس الاتحاد العربى لألعاب القوى حواره مع «روز اليوسف» والذى يتناول الكثير مما يخص أم الألعاب فى الوطن العربى بالإضافة إلى ثقة الإتحاد العربى فى اسناد تنظيم ثلاث بطولات مهمة لمصر فى أقل من 13 شهرًا.. الزايدى أيقونة النجاح و أحد أنجح القيادات الرياضية فى الوطن العربى حيث إنه رائد فى مجال التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ثم عضوا بمجلس الشورى، ومتخصصا فى حقوق الإنسان يبحث دائما عن نوعية الإنجاز الذى يقدمه فى كل منصب يتولاه وآخرها رئاسة الاتحاد العربى لألعاب القوى فماذا قال؟
■ كيف جاء قراركم بإسناد تنظيم ثلاث بطولات عربية مهمة منها اثنتان مؤهلتان لكأسى العالم للشباب والناشئين لمصر؟
– لا شك أن مصر صاحبة سبق فى كثير من المجالات والرياضة واحدة من تلك النشاطات التاريخية والتى سبقت بها أرض الكنانة ليس فقط فى القارتين الإفريقية والآسيوية بل على مستوى العالم. وقد اطلقنا على البطولة اسم الرائد الدكتور «سليمان حجر» رحمه الله اعترافا من الاتحاد العربى بفضل الرجل على مسيرة ألعاب القوى العربية والإفريقية بل والعالمية، وهذا خير شاهد على ريادة مصر فى أم الألعاب مما يجعل الاتحاد العربى يتطلع دائما إلى أن تقام المنافسات العربية أو بعضها فى مصر، إضافة إلى ما تلقاه بطولاتنا من اهتمام إعلامى لنشر اللعبة واهتمام رسمى من القيادات المسئولة عن الرياضة.
■ ماذا عن البطولة العربية السادسة عشرة للشباب والشابات فى ألعاب القوى والتى اختتمت باستاد القاهرة أمس؟
– فى هذه البطولة على وجه الخصوص وجدنا تعاونا واهتماما غير مستغرب من معالى الأخ المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة والذى دعم البطولة بكل الإمكانات المادية والفنية، وأثبت من خلال هذا الدعم مهنيته واهتمامه بالرياضات الفردية وهو ما أكده فى المؤتمر الصحفى للبطولة، كما أن الإعلام أعطى للبطولة حقها من الاهتمام.
■ كيف ترى مستوى نجاح البطولة من الناحية التنظيمية؟
– من المؤكد أن التنظيم لهذه البطولة كان على درجة من الحرفية والمهنية من حيث الإعداد المسبق للبطولة والإدارة أثناء البطولة والتزام المنظمين بتطبيق القوانين والوائح المبلغة من الاتحاد العربى.
■ كيف ترى المستوى الفنى للبطولة خاصة فى غياب بعض الدول عن المشاركة؟
– حضر إلى هذه البطولة 14 دولة وشارك ما يقرب من 500 بطل وبطلة وعدد من القيادات المسئولة عن ألعاب القوى فى الوطن العربى وطواقم من المدربين والفنيين والأطباء والإعلاميين، وهو ما يستحق الحديث والإشادة، فهذا هو الوجه المشرق لهذه البطولة أما الاتحادات التى لم تتمكن من المشاركة فبالتأكيد لها ظروفها ونحن نلتمس لها العذر ونتطلع لتواجد شبابها فى بطولاتنا القادمة. وكما تحطم رقمان قياسيان وهو ما يستحق الإشادة أيضا.
■ ماذا عن الاتحاد المصرى للعبة وقدراته التنظيمية؟
– أشكر إخوانى وزملائى فى الاتحاد المصرى لألعاب القوى بقيادة ربان السفينة الناجح الدكتور وليد عطا، فكونه يستضيف ثلاث بطولات متتالية فهذا يدل على رغبته الأكيدة فى تطوير اللعبة بمصر، والمدهش الذى شاهدناه فى هذه البطولة هو القاعدة العريضة من الشباب والشبات المصريين الذين حصدوا عددًا كبيرًا من الميداليات الملونة وهم نواة المستقبل الحقيقى لألعاب القوى بمصر، والتى تملك الكوادر التنظيمية القادرة على إنجاح أى بطولة بالإضافة إلى ما كونته البطولات العربية الثلاث الأخيرة التى نظمت على أرض مصر من خبرات من الفنيين والإداريين والحكام والتقنيين وحتى الإعلاميين.
■ هل أثرت ثورات الربيع العربى على مستوى ألعاب القوى العربية؟
– بالتأكيد أن موجة الربيع العربى أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على جميع النشاطات وحتى على الأشخاص فى الوطن العربى، وعلى وجه الخصوص تأثرت نشاطات بعض الاتحادات الرياضية وضعفت مشاركتها لإنشغال المسئولين عنها وأبطالها وإنشغالهم بأمور أخرى تمس حياتهم ومعاشهم اليومى.
■ كيف ترى مستوى تطور ألعاب القوى العربية منذ توليكم رئاسة الاتحاد العربى وحتى الآن؟
– نحن نزعم فى ألعاب القوى العربية بأننا نتقدم خطوات متوازنة إلى الأمام عاما بعد آخر،وما يؤكد ذلك أن بطولاتنا تنفذ فى مواعيدها وبأعداد من المشاركين تفوق التوقع رغم الظروف المحيطة وهذا ما يفرقنا عن الاتحادات التى لم تستطع اقامة بطولاتها، وأشير إلى أن أم الألعاب وملكتها ألعاب القوى فى العالم العربى تحتفظ فى سلتها بـ 30 ميدالية أوليمبية وهذا رقم لم يسبق وأن حصلت عليه أى رياضة أخرى.
■ ما أهم القرارات التى اتخذها مجلس إدارة الاتحاد العربى فى اجتماعه الأخير بجدة؟
– قام مجلس ادارة الاتحاد العربى بتفعيل قرارات الجمعية العمومية الأخيرة والتى عقدت فى جدة مايو الماضى ومن أهم تلك القرارات التعديل الذى طرأ على نظام الاتحاد، واعتماد اللائحة التنفيذية له، إقرار لائحة البطولات وبرامجها، واتخاذ القرارات حيال تقارير لجان الاتحاد الخمس المعاونة له ألا وهى لجنة المسابقات، لجنة التطوير، لجنة الإحصاء، لجنة المرأة واللجنة الإعلامية ويعمل فى عضوية هذه اللجان أكثر من 20 خبيرا وخبيرة من خبراء العرب المعروفين المتخصصين فى ألعاب القوى.
■ ما جهودكم ومجلس ادارة الإتحاد العربى فى نشر اللعبة؟
– نتطلع إلى إيجاد شركاء للاتحادات الأهلية لإيجاد قاعدة تثرى مستقبل اللعبة من الشباب والشبات وأهمهما وزارات وهيئات التربية والتعليم والمدارس والجامعات الوطنية، ونحن نمد يد التعاون بلا تحفظ مع الإعلام باعتباره من أهم الشركاء فى توسيع دائرة ثقافة اللعبة وتشجيع أبطالها وحفزهم لتفجير طاقاتهم الكامنة واستثمار الموارد المكانية والتجهيزات الفنية بصورة مثمرة تؤدى إلى نتائج تحقق الأهداف وأهم تلك الأهداف هو الوصول للعالمية.
■أخيرًا رسالة تود أن توجهها للاتحادات المختلفة التى تتقدم لها مصر بطلب تنظيم البطولات؟
– مصر بلد غنى بكل مقومات استضافة المنافسات الرياضية فلديه المنشآت والخبراء فى كل لعبة، ولديه الجماهير التى تساند المنافسات، ثم لديه الجهاز الرسمى الداعم لكل الاستضافات التى تطلب أن تقام على أرض مصر، وبالتالى الغرابة ألا تتوجه بعض الاتحادات إلى الاستفادة من هذه الإمكانيات مثل ما يفعل اتحاد ألعاب القوى، وأؤكد أن مصر بلد مؤهل لأى نوع من مستويات المنافسات الرياضية العالمية.