تاريخ الخبر : 2016/08/25 – 11:12 ص تحيّة للرّمز.. نوّاف بن محمّد.! يتصدر اليوم الأمير نواف بن محمد المشهد الرياضي في المملكة العربية السعودية بشخصيته الفارهة ، وامكاناته القياديه الفذة ،وبمعرفته الثرية بقوانين وأسرار الرياضة ، وبقربه من الرياضيين ، فهو العراب الذي لا يكاد يحدث معضل رياضي الا وتستدعيه الذاكرة الجمعية ليفتي بالقانون ويساهم برأيه في اعادة القطار على القضبان فقد عرف الامير باهتمامه بكرة القدم لكن تحولا حقيقيا اتجه به منذ مايزيد على خمسة وعشرين عاما الى ادارة العاب القوى التي مارسها لاعباً في مقتبل حياته. «الأمير وألعاب القوى» كانت العاب القوى العشق الجديد الذي أمسك بتلابيب الامير العاشق للنجاح فأعطاها من جهده وفكره وماله ووقته وبوحه ما لم يعطه قائد رياضي في منظومتنا الرياضية ، فكان متفرداً في عشقه، سخياً في عطائه، قوياً حازماً في قراراته لم تكن العاب القوى معروفة -الى حد ما – على خريطة الألعاب الرياضية الوطنية عندما تولى الامير قيادتها، فقبل التحدي وشمّر عن ساعديه وعقد عهداً على نفسه بأن تكون أم الألعاب في أول اهتماماته وان ينقلها الى الواجهة الرياضية وان تكون قائدة في التنظيم والإدارة والانجاز لتصبح من أولويات اهتمامات الشارع الرياضي فكان يقضي معظم ساعات يومه في مكتبه بالمجمع الأولمبي بالرياض، يتابع ويبحث ويخطط ، وفي عطلة نهاية الأسبوع يرحل متنقلاً بين المطارات والمدن لتفقد المعسكرات ومراكز التدريب، وأحوال اللاعبين والمدربين والاندية. «الاستراتيجية» لقد وضع هذا القائد لنفسه وللفريق العامل معه استراتيجية للنجاح بملامح علمية طموحة ارتكزت على الأتي: ثقافة اللعبة كان من العسير على الامير وفريقه النّجاح في التأسيس لرياضة ثقافتها ضعيفة وشعبيتها أضعف، ولأن الأمير وجه ثقافي وإعلامي تسعى لاستضافته وسائل الاعلام فقد بدأ مستفيداً من هذه الخاصية في شخصيته واستمر ينشر ثقافة اللعبة متنقلاً بين المدارس والجامعات والاندية والمنتديات والمؤتمرات ووسائط الاعلام فكان محاوراً مدهشاً ،عارفا بما يسعى اليه ، يبث الامل في المحيطين به ، يصدر في حديثه عن معرفة أسهمت في الوثوف بطروحاته فكسب التحدي واتسعت مع حركته الماراثونية دائرة الاهتمام باللعبة التي سعى لنشر ثقافتها ولفت النظر لها ولأبطالها في الشارع الرياضي ولدى الاعلام الرياضي وبرزت متلازمة جديدة مفيدة خدمت الغرض فلا يكاد يذكر اسم نواف بن محمد الا وتذكر العاب القوى والعكس صحيح. المجال الفني.. سعى الامير وفريقه للانتقال بألعاب القوى الى العالمية في مجال التدريب وتقنية اللعبة فأُحضر أفضل المدربين العالميين وأقيمت للمنتخبات المعسكرات في الدول المتقدمة خاصة في أوربا وأمريكا لغرض الدخول في المسابقات التي تقام في هذه الدول كجزء من التدريب وركز الاتحاد في استراتيجيته على الفئات السنية فوضع لكل فئة برنامجاً وهدفاً وكان يصاحب برامج التدريب متابعة صحية للاعبين فطّور الأسلوب الحديث العمل في منظومة الاتحاد وكانت النتائج اللاحقة التي توأكدها الأرقام ( ١٧٠٠) ميدالية ملونة محصلة هذا التخطيط. الشركاء كان الامير يدرك أن محاضن التربية هي الصرح الذي يقوم عليه مستقبل اللعبة فسعى الى عقد شراكة مع وزَرَاةُ التربية ، وطال الانتظار وبقي هذا الحلم يراوده ومع تعاقب خمسة وزراء على كرسي وزارة التربية لم يفقد الأمل مدركاً ان حلمه سيتحقق في يوم ما ، وكان يوماً حافلاً وخطوة معتبرة الى الامام عندما تحققت الشراكة التي نصت موادها على تطوير العاب القوى في المدارس وتبني برامج علمية تساهم فيها المدرسة باكتشاف المهارات وتنميتها وبهذه الشراكة تحقق للامير وفريقه إنجازاً مواكباً لرؤية الاتحاد الدولي للعبة. التّعاون.. من الإنجازات التي تسجل للأمير فتحه الباب على مصراعيه لأوجه التّعاون وتبادل الخبرات والتجارب مع المؤسسات والهيئات والاتحادات والاندية في الداخل والخارج في مجال التدريب واستخدام المنشآت وتبادل الثانئية في مع الأعضاء المحافل الدولية التي للاتحاد عضوية فيها لدعم اتخاذ القرارات التي تخدم رؤية المملكة وتقدم تسهيلات لمنتسبي اللعبة داخلياً وخارجياً.. العنصر السعودي.. كان القائد ينظر الى أهمية تواجد العنصر السعودي في التنظيمات والاتحادات الخليجية والعربية والقاريّة والدولية فدعمت استراتيجيته منسوبي الاتحاد للتواجد في مجالس ولجان الاتحادات ، العربي ، القاري ، الدولي حتى يكون صوت المملكةحاضراً في هذه الهيئات المتخصّصة ومن أبرز هذه النجاحات وصول الامير نفسه الى عضوية مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى في دورته الحالية وهو مركز للقرار الدولي المهم يخدم أغراض المملكة والعرب. اللاعبون.. لم تكن تقتصر علاقة نواف بن محمد مع اللاعبين ومنتسبي الاتحاد على التواصل داخل مراكز التدريب والمعسكرات بل كون أسرية متناغمة داخل الاتحاد فتح لها باب منزله وساهم فيها بوقته وماله في حل مشاكل اللاعبين والكوادر الفنيّة ، الاجتماعية والصحية والوظيفية ،ولم يكن يفوت مناسبة اجتماعية لأي من منتسبي اتحاده الا تواصل وأدى الواجب الذي تقتضيه المناسبة. المرحلة القادمة .. سيجد من يأتي بعد الرئيس الذهبي نواف بن محمد أن في سلة العاب القوى أكثر من (١٧٠٠)ميدالية ملونة حصدها أبطال اللعبة على مدى سنوات رئاسته للاتحاد من البطولات والدورات العربية والقاريّة والدولية ، بل سيجد هذا القادم أن أول بطل سعودي أدخل اسم المملكة في السجل الذهبي الأولمبي جاء من السرب الأنيق ، سرب أم الالعاب. التغيير.. يبقى شرف الخدمة الوطنية التطوعية في مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية مقياس للحس الوطني والتبادلية في هذا الميدان متتالية وانتقال الراية من يد الى أخرى سنة الحياة ، والحكمة تكمن في اُسلوب الانتقال من مرحلة الى اخرى بما يضمن حفظ الحقوق لكل مرحلة وآشخاصها بحيث تسلم الراية دون احداث شرخ يتجاهل الانجاز أويشئ بمسحه ، أو يتعمد الاساءة لهذا التاريخ ، ولأن مجالس الاتحادات اصبحت في حكم المنتهية ولايتها بعد فتح صناديق الانتخابات التي ستفرز غداً أسماء جديدة ، فالحكمة هنا تقتضي الانتظار وسيكون قرار التغيير مقبولاً من أي الجهتين جاء سواء من الجهة الرسمية أو برغبة المتطوع نفسه. أخيراً : نقول وبقناعة غير منقوصة يحق للأمير الرّمز نواف محمد عراب العاب القوى ومؤسساها الحقيقي في المملكة أن يرفع راْسه وهو يغادر مع فريقه مقر الاتحاد تاركاً خلفه ارثاً وطنياً شامخاً قوياً اسمه ” الاتحاد السعودي لالعاب القوى ” بنظامه بكوادره .. شبابه .. بخبراته .. بعلاقاته. نعم .. سيغادر نواف بن محمد المكان الذي عشقة وأعطاه الكثير من جهده ووقته وماله لكن هذا الرائد المتيّم بحب وطنه لن يغادر تاريخ أم الألعاب ، بل سيبقى وسماً جميلاً محفوراً في ذاكرة تاريخ الرياضة السعودية والعالمية. الختم.. تحيّة لك يا أبا محمد فأنت قامة وطنية يفتخر بها الوطن. سليمان بن عواض الزايدي ٢٢- ١١- ١٤٣٧هـ