زايد الحارثي (الملحق الثقافي بماليزيا) عزاؤنا للمربي أستاذ الأجيال سليمان الزايدي
الحياة والموت سنة الله في الكون، ومن نعم الله أن أسبغ على عباده بخاصية الصبر وبجزاء الصابرين، وهم أصحاب الفضل العظيم، وقد أراد الله، ولا راد لقضائه، أن توفيت زوجة الصديق المربي صاحب الخلق الرفيع الأديب الأريب الأستاذ سليمان الزايدي الأسبوع الماضي، وهي بلا شك امرأة فاضلة من أسرة فاضلة وأم مثالية تربى في كنفها أبناء وبنات نموذجيون في أخلاقهم وشخصياتهم، سامي وإخوانه وأخواته.
ولقد شرفت بصداقة ومعرفة الأستاذ سليمان لأكثر من 40 عاما، فكان نعم المربي ونعم الأديب، لا يتأخر عن المشاركة في كل واجب لمن يعرف أو لا يعرف، وقد ضرب الأمثلة في الإحسان والوفاء والوطنية والتقوى والصلاح، وكذلك في التربية لأسرته أولا، ولمن أوكلت له مسؤوليتهم في سلك التعليم أو خارجه.
ولا يمكن أن تأتي هذه الصفات الحميدة والعادات الفريدة لو لم يكن هناك من ورائها من يسنده ويشاركه ويؤمن برسالته ونبل أخلاقه، إنها «أم سامي»، ولذلك أستطيع أن أقول إنه ينطبق القول «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة» على الأستاذ سليمان الزايدي، فأم سامي بلا شك كانت امرأة عظيمة ومثالية، رحمها الله رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته، وأعزي نفسي وأخي الحبيب الأستاذ سليمان وأبناءه البررة، وأخي اللواء مسفر، وأخي عبدالرحمن، الذين لهم الحق أن يفخروا بمن ربت هؤلاء الأبطال، ووقفت مع المربي الكبير والرجل العظيم سليمان الزايدي.